Wednesday, November 7, 2007


احنا في زمن المسخ.....
استبدال الاحتفال بثورة يوليو بقراءة الفاتحه علي روح الملك فاروق والدعاء علي جمال عبد الناصر!!!





اثناء تصفحي لصفحات الانترنت فوجئت بمجموعه من الشباب قرروا بمحض ارادتهم تعديل التاريخ وجعل يوم 23 يوليو يوم لقراءة الفاتحه علي روح المللك المؤمن فاروق الاول والدعاء علي عبد الناصر عميل اسرائيل علي حد زعمهم.
فتحدثت لاحدهم وهو من اصحاب هذه الفكره وقال لى ان الملك فاروق قد ظلم في حياته ولا بد ان يأخذ حقه بعد مماته فأختاروا ان يذهبوا الى مسجد الرفاعى يوم 23 يوليو وقراءة الفاتحه علي روحه فقد زهلت من مدى استهتاره بكل القيم واستهزاءه بالتاريخ وادهشني ايضا ان ما يقارب ل2000 شاب وفتاه قد تبنوا هذه الفكره فأنا اتسائل هل هؤلاء الشباب لا يعرفون تاريخ الزعيم جمال عبد الناصر..لا يعرفون مدى وطنية هذا الرجل ومدي حبه لمصر..لم يسمعوا عن تأميم قناة السويس لم يسمعوا عن الاصلاحات الاقتصاديه المختلفه تماما عن الاخرى التي ذكرت في مؤتمر الحزب الوطني لم يسمعوا عن الكرامه العربيه التى كانت تمتاز بها هذه الفتره المجيده من تاريخ مصر انا اعلم انهم سوف يقولون النكسه وما سببته النكسه من جرح في الشارع العربي ولكن لماذا ننسي كل هذا ونتذكرالنكسه .في عصر محمد علي باشا وصلت مصر لقمة حضارتها وانتهى الامر بمعاهدة لندن ونكسه كبيره انتهت بتنازل محمد علي عن العرش وتولى اسماعيل وانتهى عصر التقدم الصناعى والعلمى والعسكري لمصر فبهذه النهايه لا نستطيع ان نقول ان محمد علي باشا اجرم في حق مصر بغض النظر عن النهايه ايضا بالنسبه لنكسة 67 لا نستطيع ان نقول ان جمال عبد الناصر اجرم في حق مصر ورايناه يتحمل المسئوليه كامله ورئينا كيف ان الشعب المصري خرج في الشوارع ليبقي جمال عبد الناصر وبعد ذلك لم يستسلم جمال عبد الناصر فقد بدأ في بناء الجيش من جديد و خاض حرب الاستنزاف وحقق ما حقق منانتصارات تفخر بها الامه العربيه والاسلاميه و اعلن قبوله لمبادرة روجرز لوقف اطلاق النار لكى يكمل بناء الجيش ويكفي ان في عصر جمال عبد الناصر كان للمواطن المصري شخصيته وهويته المصريه فلماذا ننسي كل هذا ونتذكر النكسه؟


بكل اسف ترجع صحوة هؤلاء الشباب الى مسلسل الملك فاروق الذي قد اذيع في شهر رمضان المبارك و هذا العمل التلفزيونى الرائع الذي قد ابهرني من الممثلين اداءا ومن طاقم العمل اتقانا ومن الموسيقي التصويريه ومن الديكور اجمالا مسلسل رائع بجميع المقاييس ولكن ان يظهر الملك فاروق كالملاك الطاهر المجني عليه هذا ما لا اتفق عليه مع المسلسل .

فان كانت سيناء احتلت في عصر جمال عبد الناصر فقتد احتلت فلسطين في عهد فاروق وعندما نتحدث عن حرب 48 فنحن امام نكبه عربيه نعانى منها حتي اليوم فهل لم يسمعوا عن مغامرات الملك فاروق النسائيه وحياة العربده التى عاشها طوال فترة حكمه فعندما نتحدث عن الملك فاروق كملك لمصر فنجد انه غير مؤهل تماما لحكم مصر اكبر دوله عربيه والشقيقه الكبري للعرب علي مر التاريخ .
الملك فاروق فوجأ بأنه ملك فكان طبيبعيا ان تقوم ثوره ضده وانا ارى في رايي ان الملكيه ماتت قبل الثوره ونتذكر الفوضي وسلسلة الاغتيالات التي سادت مصر في فترة حكم فاروق فكان هناك الكثير من اعضاء الاحزاب المختلفه يحملون سلاح بدون ترخيص وكانت منتشره بشده هذه الظاهره .
ايضا لماذا لا نتذكر ان جمال عبد الناصر هو من حقق الجلاء التام في ظل ان الملك فاروق كان يعيش في ظل الانجليز ولم يحرك ساكنا تجاههم وظل في خلاف دائم مع الوفد والحكومات المتعاقبه .

فيا من تتهمون ناصر بأنه اضاع جزء من مصر ففاروق اضاع جزء من الوطن العربي الكبير لان فاروق لم يدرك طبيعة الصراع بين العصابات الصهيونيه والعرب وكان عبد الناصر قد أدرك طبيعة الصراع العربي- الصهيوني وهي أن هذا الصراع صراع مصيري وقومي وحضاري ومن هذه القناعة تعامل عبد الناصر مع هذا الصراع وتفاعل مع أحداثه.بعد عام 1948 حاول الاستعمار أن يستغل المأساة التي حلت بالأمة العربية في حرب فلسطين ليبث في قلوب العرب روح الضعف والهزيمة ولكن القومية العربية النابضة في قلب كل عربي كانت لهم بالمرصاد. وان كان الأعداء قد انتصروا في حرب 1948 على شعب فلسطين فان القومية العربية أيضاً انتصرت لأن كل عربي أخذ يشعر في قرارة نفسه أنه لا بد من أن يتحد مع أخيه العربي حتى يحافظ على أمته من الزوال والتفتت والضياع. كانت مأساة فلسطين نصراً للعرب لأنها أشعلت نار القومية العربية في الصدور.كان جمال عبد الناصر يرى أن الاستعمار قد أقام في قلب الوطن العربي للقضاء على القومية العربي ولضرب هذه الأمة ومنعها من بناء نفسها اجتماعيا واقتصاديا ودبلوماسيا. ولكن هل نجحوا؟
إن إصرار شعبنا على إزالة الاحتلال من جزء من الوطن العربي وهو فلسطين هو تعميم على تصفية جيب من أخطر جيوب العدوان الانتقادي ضد نضال الشعوب.كان جمال عبد الناصر يرى أن تسوية الصراع العربي الإسرائيلي تتمثل في استعادة حقوق الشعب الفلسطيني ثم في استعادة الأراضي العربية المحتلة عام 1967 وفي تجميد الخطر الإسرائيلي في حدود قرار التقسيم الذي أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر 1947 باعتبار أن مواجهة الوجود الإسرائيلي هي عملية الأجل الطويل.وكان بعد نكسة يونيو خرج الشعب الفلسطيني ليأخذ بنفسه زمام المبادرة ويدافع عن قضيته بنفسه. وانطلق حركة المقاومة الفلسطينية واستطاعت بنضالها أن تحول الشعب الفلسطيني من شعب من اللاجئين إلى شعب من المقاتلين واستطاع العمل الفلسطيني أن يفرض نفسه على العالم.كان دور مصر في دعم المقاومه الفلسطسطينيه كبير ايمانا من مصر بفكرة القوميه العربيه والوطن العربي الاكبر.


ولكن انا لا استعجب من هذا الوضع الذي وصلنا اليه في ظل الفراغ السياسي .هذا الفراغ السياسي الذي نعيشه افرز هذه الطبقه من الشباب التي تنادى بعودة الملكيه وتصحيح التاريخ وتمجيد الملك فاروق واظهار ناصر علي حقيقته!

ووصلت السخافه والحماقه الى انهم سوف يشكلون لجنه لتكوين جمعيه اهليه تحت اسم المؤرخين الجدد لاعادة صياغة التاريخ بصوره عادله علي حد تعبيرهم ولكن هل سيقولوا ان الملك فاروق هو من امم القناه ؟ ام سيقولوا ان" بوللى" هو من اعلن بدء حرب الاستنزاف .

اما " كافاتسي" انيس الملك فاروق وشريكه في الليالي الحمراء هو من اشرف علي جلاء الانجليز؟؟

وايضا سوف ينسبون حرب 48 الى جمال عبد الناصر بأعتبار انه كان ضابطا بالجيش المصري المحارب في فلسطين وايضا سوف يسندون الي ناصر مسئولية اغتيال النقراشي باشا وايضا احمد ماهر باشا !!



اجمالا بما ان ثقافتا نأخذها من الاعمال التلفزيونيه فقدد قررت ان اكتب سيناريو مسلسل جديد عن العظيم هولاكو وبعد ذلك سوف يذهبون لمنغوليا لقراءة الفاتحه علي روحه والدعاء علي قطز !!! لما لا فنحن حقا في زمن المسخ.



نور العظماء